عبست وجوهُ القومِ خوفَ الموتِ والـ...ـعباس فيهم ضاحكٌ يتبسمُ
قلب اليمينَ عن الشمال وغاص في...الأوساطِ يختطفُ النفوسَ ويحطم
وثنى أبو الفضل الفوارس نُكَّصا...فرأوا أشدَّ ثباتِهم أنْ يُهزموا
ما كرَّ ذو بأس له متقدما...إلّا وفرَّ ورأسُه المتقدم
بطلٌ ثورَّث من أبيه شجاعةً...فهيا أنوفُ بني الضلالةِ تُرغم
أوَ تشتكي العطشَ الفواطمُ عنده...وبصدرِ صعدِته الفراتُ المفعم
في كفِّه اليسرى السقاءُ يقلُّه...وبكفِّه اليمنى الحسامُ المخذم
قسما بصارمِه الصقيلِ وإنني...في غير صاعقةِ السما لا اُقسم
لولا القضا لمحا الوجودَ بسيفه...والله يقضي ما يشاءُ ويحكم
حسمت يديه المرهفاتُ وإنه...وحسامُه من حدِّهنَّ لأُحسم
وهوى بجنب العلقميِّ فليته...للشاربين به يُدافُ العلقم
فمشى لمصرعه الحسينُ وطرفُه...بين الخيام وبينه متقسِّم
الفاه محجوبَ الجمالِ كأنه...بدرٌ بمنحطمِ الوشيجِ ملثَّم
فأكبَّ منحنيا عليه ودمعُه...صبغ البسيطَ كأنما هو عَندَم