فصلٌ
في سعادةِ زهير رضي الله عنه
قدْ يُسْعَدُ المرءُ بغيرِ جُهدِ...فيرتقي أقْصى مراقي المجدِ
وَقدْ ينالُ ساعةً من دَهرِه...ما لم يَنَلْه المرءُ طُوْلَ عُمْرِه
يسوقُه التوفيقُ للنجاحِ...حتى ينالَ غايةَ الفلاحِ
ينالُ في الدنيا جميلَ الذِكْرِ...فخراً وفي الأخرى جليلَ الأجرِ
كان زُهيرٌ صاحِبَ التوفيقِ...يسايرُ الحسينَ في الطريقِ
وفي النزولِ يتنحى عَنْه...حتى التجا إلى الدِّنُو مِنْه
فجاءَه الأمرُ من الحُسَينِ...أن ائتِ نَحْوَنا أَيا بنَ القَيْنِ
فأَدْرَكَتْه فكرةٌ في نفسه...حتى كأنَّ الطيرَ فوقَ رأسِه
وَوَبَّخَتْه في التواني دَيْلَمُ...وذَاكَ منها خيرُ نُصْحٍ يُعْلَمُ
فعادَ بَعْدَ أَنْ مَضى مُسْتَبْشِرا...أَشْرَقَ نوراً وَجْهه وَأَسْفَرا
محوّلاً فِسطاطَه وَثَقْلَه...مُسْتبَدِلاً بخيرِ أَهلٍ أهلَه
موطِّناً لنفسه على الرَدى...وأَنْ يَكُونَ لإمامِه فِدى
ثم انثنى مُطلِّقاً لأهلِه...خوفَ أذىًّ يُصِيبُها مِنْ أَجلِه
قامت إليه وَبَكَتْ مودِّعَةْ...على فراقٍ منه لا لِقا مَعَه
دَعَتْ له الله بأَنْ يَكُونا...لَه على أَعدائِه مُعِينا
أَوصَته أَنْ يَذْكُرَها في المحْشَرِ...عند النبي المصطفى المُطَهرِ