المعروف بالخطيب العدناني عن عمر ناهز 88 عاماً قضى أكثرها بالخطابة الحسينية. ويعود نسب المرحوم إلى الإمام موسى الكاظم (ع)، وكان الراحل خطيباً حسينياً مارس الخطابة لأكثر من 50 عاما...
السيد محمد صالح السيد عدنان الموسوي المعروف بالخطيب العدناني عن عمر ناهز 88 عاماً قضى أكثرها بالخطابة الحسينية والكتابة والشعر وله مؤلفات كثيرة. وشُيع اليوم من منطقة البلاد القديم إلى مقبرة أبو عنبرة بحضور المئات .ولد السيد العدناني اليوم الخامس من ربيع الأول سنة 1339هـ الموافق 29 نوفمبر 1919 م في قرية البلاد القديم وله من الأولاد والبنات 34. أبوه القاضي المعروف السيد عدنان بن علوي بن علي بن عبد الجبار الثالث الموسوي ( 1882- 1928)
ويعود نسب المرحوم إلى الإمام موسى الكاظم (ع)، وكان الراحل خطيباً حسينياً مارس الخطابة لأكثر من 50 عاماً، كما كان شاعراً بامتياز، ورباً لأسرة كبيرة تتكون من 40 فرداً، ومن أبرز أبنائه الفنان عباس الموسوي والكاتبة الصحافية عصمت الموسوي والناشطان السياسيان كامل ورضوان الموسوي. ولد السيدمحمد صالح العدناني في موطنه بقرية البلاد القديم في العام 1919، وعاش طفولته في كنف أبيه وأمه وسط بيئة محافظة، وكان والده من أئمة صلاة الجمعة والجماعة ومن الذين تولوا منصب القضاء الشرعي والإشراف على جمع وتوثيق الأوقاف الدينية الجعفرية.
عاش السيدمحمد صالح طفولته يتيماً عندما توفي والده في العام 1928 وهو لم يبلغ العقد الأول من حياته وكفله الشيخ علي المدني. وبعد أن أتم السيد مرحلة الدراسة الابتدائية في مدرسة المباركة العلوية (الخميس) التي ساهم في تأسيسها وتشييدها أبوه، تتلمذ على يد الشيخ محمد علي المدني آخذاً منه علوم قواعد اللغة العربية صرفاً ونحواً بعدها تم ابتعاثه إلى الهند من قِبل الحكومة وذلك ليتلقى مزيداً من التحصيل الديني وعلوم الشريعة في جامعة مدينة لكنو؛ لإعداده إعداداً دينياً بهدف توليه منصباً قضائياً خلفاً لأبيه، إذ مكث هناك يجد ويجتهد في تلقي علوم الفقه والأصول إضافةً إلى علم المنطق والكلام على يد خيرة الأساتذة والشيوخ، كما تعلم اللغة الأردية والإنجليزية إضافةً إلى فن التصوير الفوتغرافي وبعد أن استكمل تعليمه رجع إلى وطنه البحرين إلا أنه امتنع عن تسلم منصب قضائي.
وتتلمذ الموسوي على يد كبار الشيوخ والعلماء أمثال: الشيخ محمد علي حميدان والسيدعلي نقي النقوي والشيخ عبدالحسين الحلي والشيخ محمد صالح آل طعان؛ ما أهله لأن يقوم بالتدريس وهو في سن مبكرة، إذ درّس وهو في الهند طلبة العلوم الدينية وعندما رجع إلى بلاده البحرين درّس أيضاً في مدرسة الحلي الدينية وكذلك في مدرسة الشيخ داوود الدينية بجدحفص وكان السيد يمتاز بذكاء حاد وبدهية قوية وذاكرة متميزة، وكان من عادته أن يعقد له مجلساً في كل صباح يوم جمعة في حسينية مدن الواقعة في «فريق المخارقة».
توجه الموسوي إلى الخطابة الحسينية مبكراً، التي أعطته فرصة تفجر موهبته الشعرية منذ العام 1943، واكتسب ثقافة واسعة وتجارب حياتية متنوعة من خلال وجوده في الهند للدراسة واختلاطه بالكثير من الناس والأجناس، وكان مكثراً من الشعر، حتى في أيامه الأخيرة في السرير، فعلى رغم غيبوته فإنه كان ينظم أبياتاً يرثي بها نفسه على عادة الشعراء القدامى، وقام أبناؤه بتعليق رثائه على غرفة العلاج في المستشفى، وكان المرحوم الموسوي هيأ لنفسه قبراً بجوار قبر أبيه في مقبرة أبوعنبرة منذ العام 1988، لكن الأجل وافاه يوم أمس بعد نحو 20 عاماً.